مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 3/09/2022 01:16:00 م

رمته زوجة أبيه على قارعة الطريق ليموت لكنه عاد ليتحدى الجميع!
 رمته زوجة أبيه على قارعة الطريق ليموت لكنه عاد ليتحدى الجميع! 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
تحدثنا بالجزء السابق  كيف أن جوزيف تحطمت أحلامه، ورمى به توم رومان على قارعة الطريق بعد أن سلبه كل ما يملك، وضاقت به السبل فلا مكان له يأويه. 

ماذا حدث مع جوزيف بعد أن طرده توم رومان؟ 

 وفي هذه الظروف الصعبة وعندما ضاقت به السبل، لم يجد أمامه إلا شخص واحد ليطرق بابه ويطلب مساعدته وهو الطبيب فريدريك،  والذي رحب به وأعطاه غرفة صغيرة خاصة به في علية المشفى. 

رأي الأطباء في ذلك الوقت وفي الوقت الراهن. 

وقد كان الرأي الطبي في |لندن| مهتم بشكل كبير بالتقارير التي نشرها الطبيب فريدريك عن حالة نورمان، وبالرغم من كل الأبحاث والفحوصات التي أجريت عليه، إلا أنهم لم يستطيعوا تحديد ماهي المشكلة التي يعاني منها بالضبط، أو السبب الذي أدى إلى مثل هذه التشوهات الغريبة التي لم تحدث مع أي إنسان من قبل. 

 وفي الواقع حتى يومنا هذا ومع تطور |الطب| لم يتم إيجاد أي تشخيص طبي واضح لحالة جوزيف، ولم يتمكن أحد من معرفة المشكلة التي كان يعاني منها، وبسبب تعقيد حالة جوزيف كان هناك اعتقاد بأنه كان مصاب بعدة أمراض، تجمعت مع بعضها البعض لينتج عنها حالته الغريبة، التي لم يرى علم الطب مثيل لها على حتى يومنا هذا. 

-وبطبيعة الحال، لم يكن لدى الطبيب فريدريك وزملائه في مستشفى لندن، أي فكرة عن الحالة التي كان يعاني منها جوزيف أو كيف من الممكن أن يتم معالجتها. 

ماذا حدث بعد أن عجز الأطباء عن تشخيص حالته؟ 

 وبما أن الأطباء لم يكن باستطاعتهم فعل شيء لهذه الحالة المعقدة، فمن المفروض أن لا يبقى جوزيف في المستشفى خاصة أنه من الصعب على المشفى تحمل أعبائه وتكلفة بقائه بدون مقابل، لكن بنفس الوقت لايمكن أن يقوموا بطرده إلى الشارع. 

 فكتب رئيس المستشفى رسالة غير مسبوقة نشرتها |صحيفة التايمز|، وصف فيها حالة جوزيف المستعصية، وطلب من الناس والعامة مساعدة المشفى في تأمين تكاليف بقاء جوزيف فيها، كانت أشبه برسالة يائسة أخيرة لتأمين مكان ومأوى لجوزيف. 

 والمفاجأة التي لم تكن متوقعة، هو كمية التبرعات التي بدأت تنهال على المستشفى من كل صوب، فقد تعاطف الناس مع حالة جوزيف وقصته وخصوصاً الطبقة الثرية الذين تبرعوا بمبالغ كبيرة جداً، تكفي لأن يبقى جوزيف ويعيش في المستشفى لباقي حياته. 

 تم نقل جوزيف من الغرفة الصغيرة الموجود فيها إلى غرفتين حجمهم كبير، وتم تجهيزهم له بكافة الاحتياجات حتى يعيش بأكبر قدر ممكن من الراحة. ولكن الشيء المفاجئ الذي حدث من الحملة الخيرية أن جوزيف أصبح مشهور بين الطبقة الثرية والراقية في المجتمع الإنكليزي، ووصلت شهرته حتى للعائلة الحاكمة. 

 وفجأة وجد نفسه يتلقى بطاقات دعوة من |المشاهير|، ويحضر أكبر العروض في لندن، حتى أن بعض العائلات الثرية كانوا يقدمون له دعوات العشاء في قصورهم الفخمة. 

 ولك أن تتخيل كيف انقلبت حياته رأساً على عقب، بسبب قصته التي نشرت في جريدة، والذي ساعد في ذلك أن طريقة جوزيف وتعامله كان راقي وحضاري جداً على عكس مظهره الخارجي، وحتى أن أمير وأميرة ويلز وقد كانوا سيتوجون ملوك لعرش |انكلترا|، قاموا بزيارة المستشفى لافتتاح بناء جديد، وطلبت |الأميرة الكساندرا| أن تقابل جوزيف بنفسها بشكل شخصي وجلست معه لعدة ساعات. 

ودائماً يتمنى الإنسان دوام اللحظات السعيدة، لكن لم يكتب له أن يواصل حياته بسعادة، ففي ١١نيسان عام ١٨٩٠، وجد جوزيف وقد غلبه النعاس وهو مستلقي على ظهره وفارق الحياة وكان عمره ٢٧عاماً، وترك خلفة قصة مليئة بالحزن والالهام بنفس الوقت، بالرغم من الظروف السيئة التي تعرض لها إلا أنه ظل يقاوم ويحاول ولم ييأس. 

أتمنى أن تكون القصة قد أعجبتكم وأخذتم منها العبرة. 

 تهاني الشويكي 


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.